أول مدينة لعلاج ذوى الإعاقة .. تستلزم دعمآ حكوميا
أول مدينة لعلاج ذوى الإعاقة .. تستلزم دعمآ حكوميا
علاء طفل يبلغ من العمر 13 عاما، ولكن وفقا للتشخيص الطبى يتوقف مستوى ذكائه عند الثلاث سنوات نتيجة إصابته بضمور فى خلايا المخ أدى إلى إعاقته ذهنيًا، نتيجة عدم علاجة بشكل صحيح من الصفراء فور ولادته وكانت أسرتة حائرة به ما بين عيادات ذوى الإعاقة الحكومية فى محاولة لتحسين مهاراته الإدراكية واللغوية ..
أما هبة فتبلغ أربعة أعوام، رفضت عيادات التخاطب بالمستشفيات الجامعية قبولها نظرا لانخفاض معدل ذكائها عن 50 درجة.
هذه الحكايات تمثل جزءا من معاناة ذوى الإعاقة وأسرهم فى تلقى العلاج، وكانت حديث المتخصصين فى «يوم تحدى الإعاقة» الذى نظمته مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد (الفرنساوي) لمناقشة حقوقهم التى تتطلب مزيدا من الجهد الحكومى والمشاركة الفعالة للمجتمع المدني.
ويقدر عدد ذوى الإعاقة فى مصر ما بين 12 إلى 15 مليون شخص، كما يقول الدكتور علاء الدين بلبع عميد كلية العلاج الطبيعى بجامعة القاهرة، وما يزيد من المشكلة هو محدودية عدد مراكز الرعاية الصحية والخدمات العلاجية والتأهيل وهو ما يخلق مشكلة اجتماعية ونفسية واقتصادية تؤثر على 30 مليون مواطن شاملة المعاقين وأسرهم.
بداية الفكرةمن هنا جاءت الفكرة بإنشاء أول مدينة عالمية لعلاج ذوى الإعاقة على مساحة 14 فدانا بأرض جامعة القاهرة بمدينة 6 أكتوبر بتكلفة نحو 420 مليون جنيه.
وتحمل هذه المبادرة شعار «لا للإعاقة» بهدف دمجهم فى جميع مناحى الحياة وتوفير احتياجاتهم من الرعاية الصحية والتعليم والتأهيل وسبل العيش.
ويتوقع أن تستقبل المدينة جميع الإعاقات بمختلف الأعمار مثل الإعاقات الذهنية والحركية والسمعية والبصرية والحسية.
حيث تتوافر خدمات الرعاية الصحية فى كل التخصصات كالعلاج الطبيعى والوظائفى والتخاطب والأسنان والعظام والأعصاب، تحت إشراف دكاترة متخصصين فى هذه المجالات.
إلى جانب الاهتمام بإنشاء المراكز البحثية ومراكز الاتزان والتوافق العضلى الحركى ومناطق للترفيه.
ويخصص الجزء الأساسى من مبانى المدينة لعيادات الاستقبال والغرف الداخلية لخدمة 1600 مريض استبقال يوميا، بالإضافة إلى 900 مريض داخلى مقيم، مع وجود وسائل نقل مخصصة لنقل ذوى الإعاقة من وإلى المدينة.
وتبلغ مساحة المبانى داخل المدينة حوالى 12 ألف متر مخصصة للتعليم الأكاديمى والتدريب المهنى لذوى الإعاقة حيث سيقام عليها مدرسة لذوى الإعاقة لتكون بمثابة مركز للتعليم والتأهيل لدمجهم فى المجتمع وأيضا لتوفير الاستقلال الاقتصادى لهم وربطهم بمؤسسات العمل.العقبة الأساسيةويشير الدكتور بلبع إلى أن العقبة الأساسية أمام هذا الحلم هى نقص الإمكانيات المادية.
حيث تبلغ تكلفة المرحلة الأولى من المشروع نحو 150 مليون جنيه تنفذ على سنتين، وذلك لإتمام إنشاء مبانى العيادات الداخلية والخارجية فقط.
ولقد تم إنشاء جمعية أهلية تحت اسم الجمعية المصرية للعلاج الطبيعى جامعة القاهرة وتم تخصيص حساب رقم 110110 فى جميع البنوك المصرية لاستقبال التبرعات.
من جانبه يوضح الدكتور مصطفى شبانة بالإدارة العامة للرعاية الصحية بوزارة الصحة، أن إستراتيجية الوزارة ترتكز على ثلاثة جوانب هى الوقاية والاكتشاف المبكر للإعاقة، والعلاج والتأهيل.
وذلك من خلال الاعتماد على البرامج الوقائية ضد الأمراض المسببة للإعاقات الحركية أو السمعية وغيرها من خلال توفير التطعيمات والفحص قبل الزواج ورعاية الحوامل وحديثى الولادة إلى جانب اكتشاف الأمراض الوراثية وتقديم المشورة لعائلات المرضي.كما تقوم الوزارة بتوفير الألبان العلاجية الخاصة ببعض أمراض التمثيل الغذائى ويتم توزيعها بالمجان بمراكز ووحدات الوراثة بالجامعات المصرية بتكلفة تبلغ 26 مليون جنيه سنويا.
وسوف تشهد بداية العام الحالى تفعيل الخط الساخن لمساعدة ذوى الإعاقة برقم 08008886666بالتعاون بين مجلس الأمومة والطفولة ووزارة الصحة للإرشاد وتحديد أقرب أماكن تلقى الرعاية الطبية وأيضا للإجابة على تساؤلات ذويهم.خدمات التأهيلى النفسيومن جانبها ترى الدكتورة هالة عرفات المشرف على الأنشطة العلمية بطب قصر العيني، ان ذوى الإعاقة فى مصر بحاجة ماسة لمراكز إعادة التأهيل لدمجهم فى المجتمع وتحويلهم إلى طاقة منتجة.
وهو هدف قصر العينى فى إطار دوره الطبى والمجتمعي.
ومن أجل تسليط الضوء على معاناتهم وحقوقهم فهى ليست صدقة أو إحسانا بل جزءا أساسيا يجب أن تتضمنه خطط الدولة الاقتصادية والاجتماعية خاصة فى ضوء ما يمثله ذوى الإعاقة من نسبة لا يستهان بها فى المجتمع المصري. المصدر : الاهرام